دراسة تحذّر من نزيف العقول في قطاعات حيوية كالصحة والتقنية والمال
الفجر اليمني – متابعات خاصة
كشفت دراسة حديثة صادرة عن معهد أبحاث سوق العمل والمهن في ألمانيا، أن نحو 2.6 مليون مهاجر – أي ما يعادل ربع عدد المهاجرين في البلاد – يخططون لمغادرة ألمانيا، رغم أن الغالبية منهم من حملة الشهادات الجامعية والمؤهلات العالية.
وأظهرت الدراسة أن النسبة الأكبر من الراغبين في الرحيل يعملون في قطاعات استراتيجية مثل تكنولوجيا المعلومات، والمالية، والرعاية الصحية، ما يُنذر بخسارة محتملة لكفاءات شديدة الأهمية للاقتصاد الألماني.
وفي تعليق على نتائج الدراسة، قال المحامي فاتح زينغال، المتخصص في قضايا الهجرة، في حديثه لوكالة الأناضول، إن “تصاعد مظاهر العنصرية العلنية وتراجع أجواء الانفتاح الثقافي والاجتماعي، يدفع المهاجرين إلى التفكير الجاد في المغادرة”.
وأضاف أن المجتمع الألماني يتميز بـ”الانغلاق الاجتماعي” الذي يُعيق اندماج المهاجرين، مشيرًا إلى أن دولًا مثل بريطانيا والولايات المتحدة باتت تُشكّل خيارًا بديلًا أكثر جاذبية للمهاجرين من خلفيات متنوعة.
كما انتقد زينغال ما وصفه بـ”الخلل في تطبيق قوانين مكافحة الكراهية والعنصرية”، لافتًا إلى أن “العديد من اللاجئين لا يواجهون فقط الإيذاء اللفظي بل أيضًا الجسدي، وسط تفاوت ملحوظ في تعامل الجهات الرسمية مع هذه القضايا”. وأشار إلى أن تردد السياسيين في التصدي للعنصرية خوفًا من خسارة الناخبين يزيد الأمور تعقيدًا.
رغم أن ألمانيا تعاني من نقص حاد في العمالة المؤهلة، إلا أن استمرار هذه الظروف، بحسب زينغال، قد يؤدي إلى نزوح الكفاءات وتراجع القدرة التنافسية للاقتصاد الألماني. كما أكد أن “السياسات الحالية التي تفضّل الأوروبيين لم تعد كافية لسد فجوات سوق العمل”.