الفجر اليمني : عبدالقادر الجنيد
ما هو البنك المركزي؟
ومن الذي يستطيع منع نظام سويفت البنك؟
وما الذي حدث مع الحوثي؟
ولماذا لبسوا الكوافي الزنجبارية في تعز؟
**
أولا: البنك المركزي في الدول المحترمة
**
١- البنك المركزي، عليه واجب واحد فقط وهو حماية نقود ومدخرات المواطن العادي.
٢- هو سيد كل البنوك المحلية ويحدد السياسات النقدية ويمكنه أن يعاقب البنوك المحلية بأي إجراء.
وقد يتسبب بكوارث اقتصادية إذا لم يراقب البنوك في التساهل في عملية الإقراض كما حدث أيام الرئيس بوش الإبن في أمريكا.
لا يحتاج البنك المركزي في بلد محترم لحرمان بنك محلي من “سويفت”، لأن معه ألف إجراء وإجراء لمعاقبته بدون الحاجة لحجب نظام سويفت .
٤- البنك المركزي يحدد سعر الفائدة ويتحكم بالتضخم الإقتصادي وغلاء الأسعار وقيمة العملة أمام العملات الأجنبية.
٥- كتأثير جانبي، البنك المركزي يؤثر على العمالة والبطالة ومستوى الحالة المعيشية وحتى على استقرار البلاد.
٦- يؤثر على إنفاق المواطنين أو الإدخار أو الإستثمار.
**
ثانيا: حجب نظام سويفت
**
الوحيد الذي يحجب “سويفت” وبكثرة في العالم هو قرار من الرئيس الأمريكي على بنوك دولة معادية لأمريكا كنوع من العقوبات.
الرئيس يأمر وزير الخزانة الأمريكية بالعقاب ويتم التنفيذ.
يستطيع الرئيس الأمريكى عمل هذا لأن دول العالم تتاجر بالدولار وكل شيئ يتم بالدولار: الحوالات، احتياطي العملة الصعبة للدول، حسابات كل بنوك العالم في نيويورك لتحول منها وتستقبل كل حوالات ومتاجرات العملاء.
**
ثالثا: ضجة السويفت في اليمن
**
١- حكومة الشرعية اليمنية، هي المعترف بها دوليا وبنكها المركزي هو سيد البنوك.
٢- حركة الحوثي، حركة تمرد مارقة بحسب مجلس الأمن الدولي.
٣- الحوثي، يستمتع باستقبال مليارات الدولارات من الخارج إلى البنوك المحلية في صنعاء بواسطة نظام سويفت التي مصدرها تحويلات المغتربين وإنفاق المساعدات الدولية وتبييض الأموال بالدولار من إيران.
٤- نظريا، صاحب الحق بحجب نظام سويفت عن البنوك الحوثية هو الرئيس اليمني الشرعي المعترف به دوليا رشاد العليمي.
أما الحوثي فهو مجرد زعيم حركة متمردة استولت على العاصمة صنعاء.
لكن الرئيس رشاد العليمي لم يستعمل هذا الحق في أي وقت من الأوقات.
٥- غضب أمريكا من الحوثي
*
قررت أمريكا معاقبة الحوثي بسبب قطعه للملاحة البحرية بحرمان البنوك الخاضعة لسيطرته من نظام سويفت.
كانت أمريكا تستطيع القيام بهذا مباشرة من نيويورك، ولكنها فضلت أن تتستر برئاسة وحكومة والبنك المركزي للشرعية اليمنية.
٦- رقود أمريكا
*
أمريكا أمريكا عملت خطة حجب “سويفت” ثم رقدت بسبب عدم وضوح ما تريده أمريكا من الحوثي ومن خارطة الطريق ولا كيف يجب معاقبته على قصف السفن ولا كيف تنهي الصراع في اليمن.
٧- تسريب عن سويفت
*
لم يحجب أي أحد في أي وقت سويفت عن الحوثي.
ولكن كانت هناك تسريبات بأن هذا كان سيتم.
٨- غضب الحوثي
*
غضب الحوثي، ثم هدد السعودية والشرعية بأنه سيشن الحرب عليهم إذا تم حرمانه من الدولارات.
٧- رسالة جروندبرج
*
أرسل جروندبرج مبعوث الأمم المتحدة إلى الرئيس رشاد العليمي يطلب من تأجيل حجب “سويفت” على الحوثيين لعدة أسابيع.
وطلب من الرئيس رشاد العليمي عقد مباحثات اقتصادية مع عبد الملك الحوثي
جروندبرج قام بهذه المبادرة على إشارة من السعودية وتوسلات من أصحاب البنوك المحلية التي كان من المتوقع أن يتم حرمانها من سويفت.
٨- شروط العليمي
*
وافق الرئيس رشاد العليمي على عقد مباحثات اقتصادية مع الحوثي لحل مشكلة “سويفت” ولكن بثلاثة شروط:
أ- أن يتوقف الحوثي عن قصف موانئ تصدير النفط والغاز الذي يحرم دولة الشرعية من أكثر من مليار دولار
ب- أن يتوقف الحوثي عن تشطير العملة اليمنية
ج- أن يتوقف الحوثي عن تسخير واستغلال البنوك المحلية
٩- تعنت وغرور الحوثي
*
رفض الحوثي اقتراح جروندبرج بأن يكون حجب سويفت مؤقتا وصمم وأصر على أن يكون دائما.
رفض الحوثي عقد مباحثات مع الرئيس اليمني تحت إشراف جروندبرج.
رفض الحوثي شروط الرئيس الثلاثة.
١٠- انتصار الحوثي
*
رقدت أمريكا وتدخلت السعودية وانتصر الحوثي.
**
ثالثا: معارك وهمية في تعز
**
ضياع الشرعية وتوهانها كان أبرز ما يمكن في تعز.
كل هذه الزوابع كانت تدور في الخفاء، وقام المفسبكون والناشطون بإضفاء بطولات دون كيشوتية لمدير البنك المركزي وكان العدو الوهمي فيها هو طاحونة الهواء جروندبرج.
دون كيشوت كان يظن أن عليه إنقاذ الجميلات اللاتي خطفهن الأشرار وكان يجول في القيافي والبراري للبحث عنها وعندما يرى طواحين الهواء يتخيل أنها الأشرار العمالقة فيستل سيفه لمحاربة مراوح الطواحين.
الكوفية الزنجبارية
*
مدير البنك المركزي في عدن معه صورة فوتوغرافية بكوفية رأس زنجبارية يلبسها على طريقة “الكَوْمَنَة”.
قلة الحيلة مع فيضان مشاعر السخط في تعز، جعلتهم يتوهمون ويتخيلون ويعتبرون هذه الكوفية المعووجة في هذه الصورة رمزا للسيادة الوطنية وللنضال ضد التدخل الأجنبي والاستعمار
ولبسوا الكوافي الزنجبارية وعوجوها على جنب في بطولات وهمية ومحاربة طواحين الهواء.
هذا كله يحدث بسبب غياب السردية الرئيسية للقيادة التي تبهت بجانبها كل سرديات التوهان والضياع.
الزنجبارية مشكلة من مشاكل الشرعية
*
هذا يدل على انعدام سيطرة الرئيس على تعز.
هذا يدل على انعدام العلاقة بين قلب الشرعية وروحها وبين رئاسة الشرعية.
هذا يدل على انعدام المعلومات والتوجيهات في كل درجات التراتبيات الهرمية للشرعية.
هذا يدل على عدم وجود رأس كبيرة راسخة فاهمة في تعز، لا في السلطة المحلية ولا بين الأحزاب ولا بين الناس الذين غلبت عليهم روح القطيع.
هذه كلها جزء من مشاكلنا التي يجب أن نتصرف حيالها.