بقلم / محمد ناصر عجلان
في خضم الأزمات المتلاحقة التي تعصف باليمن منذ أكثر من عقد، يتعمق التفاوت الطبقي بشكل صارخ بين فئات المجتمع، حيث يعيش المواطن البسيط في دوامة الفقر والحرمان، بينما تتسع مظاهر الثراء الفاحش لدى قلة من المنتفعين. في هذا المقال، يرصد الكاتب محمد ناصر عجلان بعض ملامح هذا التناقض المؤلم، موجهاً دعوة صادقة إلى كل من في قلبه ذرة من مسؤولية، للتفكر في معاناة الشعب ومراجعة الضمير قبل فوات الأوان.
رغم ما تمر به اليمن من أزمات خانقة امتدت لأكثر من اثني عشر عامًا، تتجلى في الانهيار الاقتصادي الحاد، وتدهور سعر العملة الوطنية، وارتفاع أسعار المواد الأساسية، وانقطاع التيار الكهربائي، وشح مياه الشرب في العديد من المحافظات، إلا أن مشاهد البذخ والرفاهية لا تزال حاضرة في بعض أوساط المجتمع، في صورة تثير الكثير من التساؤلات حول غياب العدالة الاجتماعية والفجوة المتزايدة بين طبقات الشعب.
في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها المواطن اليمني، حيث يكافح لتأمين قوته اليومي وسط معاناة متفاقمة من الفقر والبطالة والأمراض، تبرز مشاهد لافتة لمبانٍ شاهقة ترتفع، وإنفاق يومي يتجاوز الملايين، يقابله صمت رسمي مريب، وغياب واضح للرقابة والمحاسبة.
تثير هذه المفارقات تساؤلات جوهرية عن دور السلطة والمسؤولين في تحقيق العدالة، وعن غياب القيم الوطنية والإنسانية في التعامل مع معاناة المواطنين، الذين باتوا يعيشون على هامش الحياة، دون أن تلوح في الأفق بوادر إصلاح حقيقي أو مساعٍ جادة لإنقاذ ما تبقى من مقدرات الوطن.
لقد أصبحت اليمن اليوم، بأمسّ الحاجة إلى قيادات وطنية صادقة، تضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، وتعمل بجد على مكافحة الفساد، وإعادة توزيع الثروات بشكل عادل، بعيدًا عن الاستغلال الشخصي أو الحزبي، وتنتصر لقيم الحق والعدل.
إن استمرار هذا الوضع دون معالجة جذرية، ينذر بمستقبل أكثر قتامة، وقد يؤدي إلى انفجار اجتماعي يصعب احتواؤه. وعلى جميع الأطراف أن تعي أن الأوطان لا تبنى على حساب معاناة شعوبها، وأن دوام الحال من المحال.
ختامًا، تبقى الرسالة الأهم:
اتقوا الله في هذا الوطن، وفي شعبه الصابر، فالدنيا مهما طالت زائلة، والأيام دول، ولا يبقى للإنسان إلا عمله.
والله من وراء القصد.