بقلم : محمد ناصر عجلان
في ظلّ ما يمرّ به وطننا الجريح من محن وأزمات خانقة، لا يليق بالبعض أن ينشغلوا بإطلاق الاتهامات جزافًا، أو إلصاق الانتماءات الكاذبة بالآخرين، خاصة في هذا التوقيت الدقيق الذي يتطلّب منا التماسك لا التفرقة، والصدق لا الافتراء.
إنّ إطلاق مثل هذه التهم، دون وازع من ضمير أو رادع من دين، هو انحدار أخلاقي خطير، وعلامة من علامات التردي المجتمعي، لا سيما حين يُستغل تاريخ الأشخاص وتضحياتهم للإساءة إليهم.
للتوضيح، وللتاريخ: لقد كنّا إلى جانب الزعيم الراحل علي عبدالله صالح – رحمه الله – في كل المراحل الصعبة، لم نغادر العاصمة صنعاء، وشاركنا في جميع الفعاليات والاجتماعات، بحضور قيادات الدولة، وكانت القنوات الإعلامية تنقل تلك اللحظات، بما فيها “اليمن اليوم” و”المسيرة”. وكان العميد طارق محمد عبدالله صالح حاضرًا حينها، وكل ذلك محفوظ في الذاكرة والتوثيق.
وبعد استشهاد الزعيم، توزّع الجميع إلى مواقعهم، في ظلّ مؤامرة دولية معقدة لا تزال فصولها تُكشف حتى اليوم.
أما من يروّجون لتهم “التحوث” استنادًا إلى صور قديمة، فليعلموا أنهم بذلك يطعنون في رموز وطنية، وعلى رأسهم عضو المجلس الرئاسي العميد طارق، الذي ظهر في تلك الصور واللقاءات بحكم المرحلة ومتطلباتها، ونحن كنّا إلى جواره.
إنّ العودة إلى أرشيف الصور لتشويه المواقف لا يخدم الوطن، بل يزرع الفتنة ويشتّت الصف.
كفى قيلًا وقالًا، وخوفًا من مقال. الوطن بحاجة إلى صوت العقل لا صدى الفتنة.
الشعب اليمني ينتظر الفرج، ويرنو إلى قيادات مسؤولة تُجمّع ولا تُفرّق، وتبني لا تهدم.
والله من وراء القصد.
محمد ناصر عجلان