وقود الحرب وحصاد النخبة: مأساة الأطفال ومستقبل اليمن المهدد

Loading

بقلم : جميل هزبر

في ظل استمرار النزاع المسلح في اليمن، تتجلى مأساة حقيقية تهدد مستقبل البلاد، حيث يُزج بأبناء الفئات الشعبية من الأطفال والمراهقين في خضم الصراع، ليصبحوا وقوداً لحروب تستنزف طاقات الوطن وتعصف بأحلام أجياله الصاعدة. وفي المقابل، يجري إعداد أبناء النخبة والمسؤولين بعيداً عن ميادين الخطر، تمهيداً لقطف ثمار أي تسوية سياسية مرتقبة، بينما يُجبر الطفل اليمني البسيط على ترك مقاعد الدراسة والانخراط في معارك لا يعلم لِمَ هو فيها، ولا من يقاتل، ولا لصالح من يُستنزف دمه.

هذا الواقع المرير يكرّس الفجوة العميقة بين من يخططون للصراع ومن يدفعون ثمنه، ويعيد إنتاج دورة الفقر والجهل والتهميش التي أثقلت كاهل اليمن لعقود.
فبدلاً من أن تكون الأجيال ١الجديدة كوادر تساهم في بناء الوطن وتعافيه، تتحوّل إلى وقود لصراعات عبثية تُطيل أمد الحرب وتُعيد إنتاج الفقر والفساد.

ويحذر مراقبون من أن استمرار هذا الاستنزاف المنهجي لفئة الشباب سيقود إلى أزمة أكثر عمقاً، إذ سيبقى المواطن البسيط وقوداً في معارك لا تمثّله، بينما تعود النخب لاقتسام المناصب والنفوذ بعد أن تهدأ البنادق.

على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية أن تضاعف جهودها لوقف استغلال الطفولة، ومحاسبة كل من يزج بالقاصرين في النزاعات، وضمان وصول آمن ومنتظم للأطفال إلى التعليم.على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية أن تضاعف جهودها لوقف استغلال الطفولة، ومحاسبة كل من يزج بالقاصرين في النزاعات، وضمان وصول آمن ومنتظم للأطفال إلى التعليم. لأن بناء وطن قوي يبدأ من عقل طفل آمن، لا من فوهة بندقية.

في نهاية المطاف، لا بد أن يتحول أطفال اليوم من وقود حرب إلى كوادر وطنية حقيقية تقود اليمن نحو السلام والتعافي، وإلا فإن الوطن سيظل أسير دوامة الصراعات والفساد التي عايشها لعقود.