الفجر اليمني – تحقيق خاص
لم يتوقع صاحب محل دعاية وإعلان في سيئون أن رسالة عابرة عبر تطبيق “واتساب” ستجره إلى واحدة من أغرب عمليات الاحتيال.
الرسالة جاءت من شخص قدّم نفسه كمالك متجر إلكتروني، عارضًا على الضحية الاشتراك في المتجر مقابل (300 ريال سعودي). لم تمضِ ساعات حتى ظهر “مندوب” ليقبض المبلغ نقدًا، ويخرج من المحل ومعه قطعة قماش، تاركًا وراءه بداية خيط قاد الشرطة إلى عصابة كاملة.
هذه الواقعة لم تكن سوى جزء من سلسلة عمليات نفذها شابان من المنطقة (و. أ. س) و(ص. م. ف)، نجحا عبر أساليب خادعة في سلب أموال محلات تجارية مختلفة. فبحسب التحقيقات، بلغت حصيلة الاحتيال أكثر من (221 ألف ريال يمني و300 ريال سعودي)، إضافة إلى (1150 ريال سعودي) حصلوا عليها من محل هواتف بعد تسليم جهاز مزوّد بعدسات تالفة، وكذلك (350 ألف ريال يمني) من محل تصوير.
لم يكتفِ المتهمان بتلك العمليات، بل تبيّن أنهما مطلوبان أيضًا لدى شرطة ساحل حضرموت في قضايا نصب مشابهة، ما يعكس اتساع دائرة ضحاياهما.
سقوط العصابة جاء بعد تحريات دقيقة، لكن القصة تترك وراءها سؤالًا أكبر: إلى أي مدى باتت التجارة الإلكترونية والصفقات عبر الرسائل وسيلة سهلة لعصابات الاحتيال للإيقاع بالناس؟
شرطة سيئون حذرت التجار من الانسياق وراء أي عروض “إلكترونية” دون التحقق من هوية أصحابها، مؤكدة أن الحذر هو خط الدفاع الأول.