تعز والأغتيالات : الثأر يسكن الزوايا المظلمة للثورة

Loading

بقلم :مصطفى هزبر

لقد وقعنا في الفخ !!! بين فكي كماشة بين من يعتبر أن له حق الوصاية على الثورة ويتخيل له أنه صرف ملايين عليها من ثروته التي كونها من صندقة البيزنس (مال الشعب ) و نوبليه تسلقت الجهود وأصبح لها دور سلبي تجاه الثورة بل وتجاه اليمن وبين الطرف الآخر من يريدون إعادة تدوير النظام السابق بشكل غير مباشر وفق صورة مختلفة ولو كان فيها إنتهاك لليمن و وحدته . منذ انطلاق ثورة الشباب في فبراير 2011، أصبحت محافظة تعز واحدة من أكثر المناطق اليمنية التي تكالبت عليها الأحقاد، وبدا أن الثورة التي أدّت إلى سقوط نظامٍ، أدّت في المقابل إلى فتح معارك داخلية أقل بريقًا، لكنها أكثر قسوة على الذين آمنوا بالتغيير. في تعز، لا يمر يوم دون خبر اغتيال جديد، وهو أمر لم يعد مفاجئًا، بل أصبح جزءًا من النسيج المأساوي للحياة فيها. وقد طالت عمليات الاغتيال الناشطين وأعضاء الأحزاب بل وصلت إلى المواطن العادي والمرأة والأطفال في تصفية مرعبة كل من له ثأر شخصي أصبح يسهل عليه تصفية وقتل من يريد رغم وجود الدولة والأمن وفي مناطق سيطرة الجيش اليمني والشرطة .أمر مخزي ومرعب ما يحدث وفوق كل هذا استغلال الأحزاب السياسية بكل توجهاتها هذه الأحداث لمصلحتها دون الاهتمام بمصلحة الإنسان اليمني أو الوطن .هو عنف ممنهج يريدون تحويله إلى فوضى ولكي يندم كل من شارك بالثوره و يصاب الناس بالرعب ويقبلون عودة أي شخص حتى إن كان دكتاتور . في 2023، قُتل المقدم عدنان المحيا في حي الجمهوري وسط تعز، وكذلك رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي “مؤيد حميدي” خارج مدينة التربة. حتى العقيد ياسر الحاشدي، أحد ضباط وزارة الدفاع، لم يكن بمنأى؛ فقتل في أبريل 2023 داخل المدينة،ثم تلى ذلك اغتيالات لعشرات الشباب المدني وصولا إلى افتهان المشهري والتي يرجح أن اغتيالها كان مرتب مسبقا .وعشرات حالات الاختطاف والاخفاء القسري.وهو ما يطرح سؤالًا: هل هذه الاغتيالات تعمل كرسالة تحذير أم أنها تصفية ممنهجة للمعارضين؟ من شارك بالثورة أصبح في القوائم السوداء أحد أبرز العيوب التي صاحبت الثورة أنها خلّفت قائمة طويلة من المستهدفين ممن رفعوا الصوت أو شاركوا في التظاهرات أو دعموا الثورة الشعبية. كثيرون من أولئك الذين رفضوا الخنوع ظلوا في مرمى القتل أو الخطف أو التهديدات. وصار لكلمة “ناشط” في بعض أحياء تعز بل وفي اليمن ككل وقع أخطر بكثير من الكلمات السياسية الأخرى.في تقرير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، ذُكرت عمليات اغتيال استهدفت أشخاصًا في أحياء تعز مثل الجحملية والحوبان ، وحتى داخل محلات البقالة، لأسباب مرتبطة بمواقف سياسية أو انتماءات واضحة للمشروع الثوري. لماذا تستمر الاغتيالات حتى بعد عقد وستستمر لعقود حتى في ظل وجود دوله .- عدم محاسبة الجناة : غياب تحقيقات شفافة وملاحقات حقيقية يخلق مناخ إفلات من العقاب، مما يشجّع على التكرار.- انقسام القوى الثورية: بعض خصوم الثورة داخل البيئة نفسها يستخدمون الغدر والاغتيال كأداة لتصفية الخصوم.- الانخراط في الميليشيات: الاستقطاب العسكري والسطو على السلطة المحليّة يجعل القوى المسلحة ترى أي صوت مستقل تهديدًا يجب إسكاتَه.- الصدمة الرمزية: اغتيال رموز الثورة يرسل رسالة لمن تبقى: “لن تكون في أمان إذا فكرت” ممنوع التفكير ،، وكما قال المثل قع نمله وكل سكر … أو امشي جنب الجدار سااااكت .لم تخلص الثورة نفسها بمجرد سقوط رموز النظام القديم، لم تستطيع التخلص من بؤر التسلط فقد حملت معها المفارقات. فبينما كان المفترض أن تصير الدولة هي الحامية، وجد كثيرون أن الخطر يأتي من نفس قوى الثورة والدولة .لكن العدالة لا تُخضعها السياسة وحدها؛ هي مطلب قانوني واجتماعي أخلاقي.ما لم يُعطَ هؤلاء الشهداء حقهم، فإن دماءهم ستظل تنادي، وصورهم ستبقى ظلالًا على الجدران، تذكّر بأن الثورة ليست مجرّد بداية، بل أيضاً اختبار دائم لمن يريد أن يبنيَ، لا أن يدمرَوالتاريخ يسجل ولا ينسى…..