الفجر اليمني : خاص
أوصت الندوة الموسعة التي نظمتها اللجنة اليمنية للسلام، بالشراكة مع اتحاد الإعلاميين الإفريقي الآسيوي، والتي أقيمت يوم الأحد الماضي الموافق 2 من يونيو الجاري، بالتأكيد على الدعوة التي أطلقتها منذ فترة اللجنة اليمنية للسلام لتنظيم وإطلاق مؤتمر وطني شعبي جامع، بقيادة حكماء وعقلاء اليمن، بمشاركة المرأة والشباب للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب، وبناء سلام عادل وشامل ومستدام.
كما دعت الندوة، التي أقيمت بمقر اللجنة المصرية للتضامن، وأدارها الكاتب الصحفي محمد أبو المجد، الأمين العام لاتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي، إلى إقناع الأطراف اليمنية المختلفة بضرورة العمل معا لإقامة الدولة المدنية اليمنية الحديثة، والتي تقوم على مبادئ التسامح والمواطنة والدستور، والانتقال السلمي للسلطة في ظل نظام ديمقراطي، وكذلك إقناع الأطراف اليمنية بأن فوائد السلام أكبر من فوائد الحرب وإشاعة مبادئ المصالحة والتسامح.
وشددت في توصياتها، التي تلاها المستشار مصطفى بن خالد، الأمين العام للجنة اليمنية للسلام، على ضرورة تأسيس خطاب إعلامي وطني يناهض خطاب الكراهية.
وفي مستهل الندوة، استعرض أبو المجد، الخطوط العريضة للأزمة اليمنية، التي اشتعلت منذ ما يزيد على 9 سنوات، ولا تزال تراوح مكانها بسبب ارتبط الأطراف المتصارعة بقوى خارجية وخضوعها لأجنداتها.
وأضاف: “وانطلاقا من الدور المنوط بنا في كشف الحقائق، ونشر الوعي، هذا وقد كان المستشار مصطفى بن خالد، الأمين العام للجنة اليمنية للسلام، اقترح إقامة هذه ندوة عالية الاحترافية، بمشاركة اتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي، تحت عنوان “مستقبل السلام في اليمن في ظل التطورات الجارية في البحر الأحمر، وتأثيرها على المنطقة والعالم”.
ووجه أبو المجد الشكر والتحية إلى الدكتور حلمي الحديدي، وزير الصحة الأسبق، ورئيس منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، ورئيس اللجنة المصرية للتضامن، والإعلامي نزار الخالد، لاستضافتهما هذه الندوة المهمة.
وفي مستهل كلمته، قال المستشار مصطفى بن خالد: “أيها الجمع الكريم، ونحن نجتمع في هذا البلد العربي العزيز الكريم.. نعرف أن طريقنا صعب وطويل، وأن المشكلة اليمنية تزداد تعقيدا يوما بعد يوم، وهذا ناتج في معظمه عن التدخلات المباشرة من قبل الأطراف الخارجية والدولية التي جعلت من اليمن ساحة لصراعاتها على المصالح والنفوذ.. ولا شك أن الموقع الاستراتيجي هو محور الجذب الرئيس لكل هذه التدخلات، وما يجري في البحر الأحمر من أحداث جسيمة، وخطيرة، وتأثيرها على المنطقة والعالم لهو دليل واضح على ذلك، الأمر الذي جعل مستقبل السلام في اليمن محور اهتمام العالم، الذي تتشابك فيه التحديات السياسية والعسكرية والاقتصادية مع التحولات الجيوسياسية الكبيرة في المنطقة، مما يجعل العمل من أجل إيجاد فرصة للسلام في اليمن أمرا ممكناً، بل محل اهتمام الجميع، حيث يُعتبر استقرار اليمن عاملا حيوياً لضمان أمن البحر الأحمر ودوله، واستقرار التجارة العالمية قاطبة.
وأضاف بن خالد: “بالنسبة للتأثيرات الإقليمية، فإن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لعب ويلعب دورا خطيرا في توترات البحر الأحمر، وهذا الصراع المستمر يزيد من تفاقم وتدهور الأوضع هناك، حيث تتداخل مصالح الدول الكبرى في هذا النزاع، وهذا التداخل بكل تأكيد يؤثر على استقرار المنطقة بأكملها، مما يضيف حملاً ثقيلاً، وبعداً إضافياً لتعقيد المشهد الجيوسياسي في اليمن، كما يؤثر على دول الجوار العربي بصورة جلية وواضحة.. فالبحر الأحمر يمثل ممراً بحرياً استراتيجياً مهماً للاقتصاد والنفوذ وتصاعد المواجهات العسكرية والأمنية فيه يعزز من أهمية إيجاد حل سلمي للأزمة اليمنية، أن تأمين الملاحة الدولية يتطلب وجود يمن آمن ومستقر، بما يعكس واقعاً إيجابياً على المنطقة والعالم، وعلينا كيمنيين ودعاة للسلام التقاط هذه الإشارات، والسعي الحثيث لبناء شراكة مع الدول الفعالة لتحقيق مصلحة اليمن والمنطقة والعالم.
واختتم: إن استمرار الصراع في اليمن يوفر بيئة خصبة للجماعات الخارجة عن القانون التي تضر بمصالح اليمن والإقليم والعالم مع العلم بأن تحقيق السلام في اليمن سوف يقلص من نشاط هذه الجماعات، ويعزز الأمن المحلي والإقليمي والدولي، ويكافح الإرهاب والقرصنة البحرية، وهذا يتطلب تعاوناً دولياً وتنسيقاً أمنياً فعالاً لضمان سلامة الملاحة البحرية وحماية المصالح الدولية.. ولن يتأتى هذا إلا بتحقيق الاستقرار والسلام في اليمن.. ختاماً، إن مصر العظيمة، بقيادتها الوطنية والعربية الفذة ومكانتها المتعاظمة في المنطقة والعالم، لهي الأجدر والأكثر قبولا بالتوسط لدى كافة الأطراف اليمنية والأقدر على تحقيق السلام العادل والناجز في اليمن.. ونحن في اللجنة اليمنية للسلام نؤمن برؤية وأهداف وطنية نزيهة لبناء سلام عادل وشامل في اليمن يؤسس لدولة مدنية، حديثة، مستقرة، تحقق الازدهار، والعيش الكريم لمواطنيها.. ولسوف نستمر في عملنا من أجل هذه الرؤى والأهداف النبيلة حتى تخرج إلى حيز التنفيذ بلا يأس أو قنوط”.
وفي كلمة اللجنة اليمنية للسلام رحبت مايسة أحمد رئيس الفريق بالحضور، قائلة: “في هذه الأيام الطيبة التي نعيشها في أرض الكنانة نبتهل للمولى، عز وجل أن تكون هذه الأيام أيام مؤشر خير وبركة في تحقيق السلام والأمن لبلادنا اليمن، حتى ينعم بالازدهار والتطور، ويسهم في استقرار المنطقة والعالم.. كما ندعوا لبلدنا الثاني مصر العروبة، أم الدنيا، التي لطالما كانت السند والقوة العربية العظيمة، بمزيد من الرخاء والتقدم، وتحقيق رؤيتها في ظل قيادتها الرشيدة”.
وأضافت مايسة أحمد: “تأسست اللجنة اليمنية للسلام في الأول من يناير من عام 2023، وضمت وبشكل طوعي عدداً من النخب في المجال الأكاديمي والدبلوماسي والسياسي والاجتماعي والنقابي والاتحادات وممثلي منظمات المجتمع المدني في شتى ميادين العمل التنموي بهدف النضال من أجل بناء سلام عادل وشامل ومستدام لليمن، ويتجلى ذلك من خلال رؤية اللجنة وإيمانها العميق بوطن يمني حر آمن ومستقل، يحتضن كل أبنائه بكافة شرائحهم، ينعمون فيه بحياة كريمة وحرية مصانة مفعمة بالعدل والإنصاف والمساواة في الحقوق والواجبات”.
وأكدت: “إننا بحاجة إلى تأسيس ثقافة جمعية للسلام عبر برامج احترافية وأنشطة مشتركة مع الجماهير والنخب وأصحاب القرار لخلق روح التكامل والتعايش واحترام الرأي الآخر، وحل النزاعات بالتفاوض والمرونة، والحوار الإيجابي الذي يضع مصالح الوطن العليا فوق كل المصالح الضيقة، والعمل على لم الشتات، ومداواة الجراح وصون كرامة المواطن أينما كان.. إن التسامح والمواطنة المتساوية والاندماج الاجتماعي والشراكة الوطنية العادلة والكاملة هي للوصول إلى التراضي العام تحت سقف الدستور والقوانين النافذة، كذلك المسئولية التمثيلية لرؤى وتطلعات كافة ألوان الطيف السياسي والفكري للمجتمع.. وعلينا أن نتغلب على كل الصعاب ونوطن الحل من خلال تقديم التنازلات المؤلمة وصياغة ميثاق وطني جامع، والسعي لعقد مؤتمر يضم حكماء وعقلاء اليمن، وإشراك النساء والشباب، وذلك لمد جسور التواصل مع الأطراف والمكونات السياسية المختلفة، وكافة مكونات المجتمع المدني اليمني والجهات الإقليمية والدولية المؤثرة، بهدف تحقيق سلام عادل وشامل ومستدام في كافة أنحاء اليمن، يرتكز على مبادئ العدالة الانتقالية والدولة الوطنية الحديثة التي تلبي تطلعات الجميع، وتنظر للمصالح المشتركة والمتوازنة بين اليمن والإقليم والعالم”.
وقال اللواء محمد الغباشي، الخبير الاستراتيجي، والأمين العام لمركز “آفاق” للدراسات السياسية والاستراتيجية: “نحن أمام مشكلة من أصعب المشاكل في التاريخ.. تحتاج لتدخل حكماء وعقلاء اليمن.. الأمر لا يتحكم فيه شخص ما داخل اليمن.. فهؤلاء مجرد أدوات لأطراف خارجية.. فعلينا أن نبحث أين العقدة، وأين المشكلة، ولنبحث عن الحل.. دعونا نعالج المرض لا العرض.. وطالما ظلت القوى الدولية لديها أطماع في اليمن فسوف تستمر الأزمة.. فالسياسة هي تفسير للمصالح.. وقد تنجح السياسة، ولكن إن لم تنجح فسينقلب الأمر إلى الصراع العسكري.. ذلك أن الأذرع التي تحرك مصالحها في المنطقة، كل منها يهدف لتحقيق مصالح جيوسياسية.
وأضاف الغباشي، إن اليمن بلد شبيه بمصر، تاريخاً وحضارة.. والموقع الجغرافي نسميه “نقط التحكم والاتصال”.. فاليمن تتحكم في الاتصالات ما بين آسيا، التي تمثل 54% من سكان العالم.. وأفريقيا أيضا.. “اللي مش فاهم التاريخ مش هايفهم المستقبل”.
وانتقل للحديث عن الأزمة: “إيران تريد تسميته الخليج الفارسي.. ممر مهم.. مَنْ يتحكم في هذه المنطقة يتحكم في تدفئة منازل أوروبا والعالم، قبل وقود السيارات والآلات.. نحن أمام موقع جغرافي لدولة كان عندها تاريخ، وصار هناك أكثر من قوة تلعب وهناك قوتان تحاربان بعضهما في الخفاء.. إلى سبتمبر 1990، كان هناك الاتحاد السوفيتي في مواجهة أمريكا والناتو.. ولكن بـ 200 ألف دولار في حساب مسئول روسي كبير سقط الاتحاد السوفيتي، وتفكك.. وبقيت روسيا وأوكرانيا فقط”.
وتابع: أمريكا منذ 18 سنة تمثل رقم 1 في الاقتصاد والسياسة.. حجم الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة حسب بيانات وزارة التجارة الأمريكية، في الربع الرابع من عام 2023، وصل إلى 27.94 تريليون دولار، وهناك فجوة كبيرة مع رقم 2.. لكن الصين الآن تنمو بقوة، وبسرعة رهيبة، وساعدت إيران التي تدعم الحوثي.. ومعها روسيا.
وأشار إلى أن مصر لا تسمح لقطعة عسكرية بأن تمر في البحر الأحمر، دون الحصول على إذن مسبق قبلها بـ 48 ساعة.. وجاء ضرب اليمن من أجل التأثير على مصر.. وما حدث بعد 7 أكتوبر 2023، هو تمثيلية.. فكيف لطائرة مسيرة أن تنطلق من اليمن إلى جنوب إسرائيل، أي تقطع 930 كيلو، وأقصى سرعة من 180 إلى 200 كيلو في الساعة، أي تستغرق 10 ساعات، وأي “حد بنبلة” سيسقطها.. ونفس المعضلة تواجه الصواريخ البالستية.
وقبل أسابيع، أطلقت إيران 380 مسيرة على إسرائيل، أسقطها جميعا الحائط الجوي الأمريكي- الإسرائيلي في العراق، وما تبقى اصطادته القبة الحديدية، مشيرا إلى ان إيران فعلت هذا حتى تقوم الـ 11 دولة بضرب الحوثي في اليمن، فيتم تعطيل الملاحة للإضرار بمصر، لدرجة تأثر من 60 إلى 80% من ناتج دخل القناة بما فعله الحوثي.
المخلافي: تحقيق السلام ليس بالتمني.. وهذه شروط حل الأزمة
أما الدكتور محمد المخلافي، وزير الشئون القانونية اليمني السابق، فأشار إلى أن التجارب السابقة أثبتت أن تحقيق السلام ليس بالتمني.. مؤكدا ان هناك ملايين في المخيمات، و80% تحت خط الفقر، فالسلام هو الحل.. ولكنه لن يتحقق إلا بحل جذري للمشكلة.. والحل داخلي أولا، وخارجي.
ثانيا.. منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2014، هناك عدة تطورات مهمة، مثل: استعادة العلاقات السعودية الإيرانية.. وللدولتين ضلع رئيسي في الحرب في اليمن.. وكان أملنا أن تؤدي عودة العلاقات إلى إحلال السلام في اليمن، وهو ما لم يتحقق.. بل بالعكس اتسعت الحروب الطائفية لتشمل أكثر من بلد.. وكانت عودة العلاقات بمثابة انفراجة لإيران.. وبعد أن كانت إيران تنكر علاقتها بالحوثيين، صارت اليوم تعلن ذلك صراحة.. ولم يؤثر ذلك التطور في العلاقات السعودية الايرانية على السلام في اليمن، والمعروف أن مساعي سلطنة عمان قديمة، ولكنها، للأسف، تأخذ ولا تعطي.. والتفاؤل بتلك المساعي غير موجود.
أما المبادرة الخليجية فقد جنبت اليمن خطر الانزلاق إلى حرب أهلية.. فالسعودية بادرت بالاتصال بالأطراف لعقد مؤتمر بالرياض.. والمبعوث استدعى الأطراف للقاهرة، استنادا لاتفاق السلم والشراكة، إلا أن الحوثي رفض، وتعمد استفزاز السعودية، وتم إرسال مبعوث لإيران، وتسليمها المطارات، ثم إجراء مناورات على حدود السعودية بعد أسبوعين.
من الضروري توافر شروط السلام في اليمن، ثم على صعيد الإقليم.. فالصراع لم يعد إيرانيا عربيا، بل صار دوليا بعد أحداث البحر الأحمر
المستجد الآن، البحر الأحمر، والأحداث الجارية فيه.. إيران استهدفت العالم العربي، وليس إسرائيل.. الشركات التزمت بتوصيل البضائع لإسرائيل بنفس الكلفة.. أي أن إسرائيل لم تتضرر، بل تضررت مصر والسعودية واليمن، وأثبتت إيران للغرب أن لديها قدرة على الإيذاء أكبر مما كانوا يتصورون.
وهناك عدد من العوامل إذا لم يتم التغلب عليها فلا أمل في السلام.. أولا: الأطراف، فالحوثي ليست لديه أهلية، لعدة أسباب، عقائدية أيديولوجية، واقتصاد الحرب الذي يدار في عدة مناطق، فسيطرة الحوثي أوجدت طبقة ثرية.
أما السلطة الشرعية إلى الآن ليست مؤهلة لهزيمة مشروع الحوثي، وغير قادرة على إجبار المتمرد على تسليم الأرض لأنها فاسدة ومقيمة ومتعددة الولاءات، وهناك بالفعل، محاولات لتشكيل تحالف وطني لكنه لم تنجح بعد.. ولن يهزم مشروع الحوثي إلا حين يشعر أن الفائدة من السلام أكبر من الحرب.
المستقبل خطير ما لم يتنبه العرب واليمنيين لذلك
أما الدكتور نبيل نجم فقد انطلق في حديثه عن التسامح وأهميته في الدخول في عملية السلام وأن دول مثل اليمن والسودان وليبيا ومصر وأن الحديث عن مستقبل السلام يحتاج للتطرق لأسباب الحرب حتى لا يكون المستقبل عصي عن السلام وأن المنطقة تمر بإرهاصات دولية وتطورات خطيرة كما علينا فهم أن ما يجري في العالم هو انعكاس للنظام العالمي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية حيث دخلت الجغرافيا في تقسيمات تأسست عبر حلف (وارسو وحلف الناتو) ومن بعدهما بدأ الاستقطاب حتى انهيار الاتحاد السوفيتي والتداعيات إلى أن جاءت أحداث أيلول الأسود في عام 2001 وضرب برجي التجارة العالمية.
وأوضح نجم أن هناك استراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية رسمتها لخمسين سنة قادمة وأن المتبقي عليها ثماني وعشرين عامًا، وأن هناك سعي حثيث إلى إيجاد تدمير ذاتي للإنسان وتحويل بعض الدول إلى جغرافيات فاشلة وهناك تفاصيل كثيرة يمكن تتبعها في هذا الاطار حسب قوله، مؤكدا على دور مصر التاريخي والجغرافي والمجتمعي.
كما عرج على الصراع في اليمن والبحر الأحمر وأن هناك 114 جزيرة تتبع اليمن إلى جانب الثروات الموجودة في باطن الأرض، وشدد على ضرورة تجاوز المتناقضات التي يلعب عليها الغرب من المسائل الطائفية والمذهبية والمناطقية والعقائدية بشكل عام والسياسية أيضا من خلال الحوار والتسامح والابتعاد عن الاقصاء وضرورة التنوع، واختتم حديثه إلى أن عدم دخول اليمن في (مجلس التعاون الخليجي) كان خطأ استراتيجاً كبيراً وفادحاً.
العنف الرمزي في خطاب الحوثي وتفلت بعض الوسائل والتحريض على الكراهية
الدكتور عبد الحفيظ النهاري في ورقته تحدث عن الاعلام وانقساماته وكيف ساعد على التشظي ومنح الحوثيين قوة وأننا بحاجة لخطاب وعي وليس وعظ لأننا أمام خطاب طائفي وكراهية وتحريض وعلينا تفكيك هذا الخطاب الداعي للتمييز والطائفية والكراهية.
تتبع الباحث بداية المعضلة الإعلامية منذ حكومة الوفاق ومحاولة تجيير وزارة الاعلام من قبل حزب الاصلاح حيث جاءت الوزارة من نصيبه بعد التقاسم والتي اتخذ منها مسار مختلف أخل ببنود الاتفاقيات التي كانت تدعو إلى الشراكة والتهدئة إلى أن جاء الحوثي وصاغ خطابه الجديد عبر القنوات الحكومية والصحف الرسمية وتم استخدامها للترويج لمشروعه وعملوا القنوات والصحف الموازية كالمسيرة والساحات والهوية والاذاعات.
وأشار إلى أنه بالمقابل كانت هناك قنوات الشرعية التي غيرت من خطابها بعد عام على الحرب واصبح هناك منظومتان تدور في فلك (إيران والسعودية) منظومة مع (الشيعة) وتغول الخطاب الشيعي وهي عشرات القنوات ومنظومة (سنية) العربية واسكاي نيوز وغيرها، بالإضافة إلى منصات التواصل الاجتماعي التي شكلت كارثة كونها بلا رقيب ومنفلتة حسب تعبير الباحث وقد ساهمت بشكل كبير في عملية العنف.
كما تحدث عن الآخر في الخطاب الإعلامي الشيعي والمصطلحات والتسميات والتوصيفات التي حملت صفة الدواعش والكفار والمرتزقة والخونة وبياعين الأوطان إلى أخره من التسميات.
الأهم أيضا في ورقة النهاري هو حديثه عن العنف الرمزي في خطاب الحوثي ومحاولة إعادته لنظام الإمامة وطمس ملامح وأهداف الجمهورية واحياء التمييز العرقي والطبقي وهذا حسب وصفه فيه تجريف لمكتسبات الديمقراطية والوحدة والسلام والرخاء فهي تفرض مشروعها بالعنف والقوة.
هذه أبرز النقاط التي دارت حولها الأوراق
بعد ذلك جاءت ورقة محمد حسين جوبح وهو ناشط سياسي وقد توافق مع الدكتور نبيل نجم ودعا إلى السلام والتسامح وإعادة الحسابات في القضية الجنوبية وحروب المناطق الوسطى وحل المظالم وإيجاد سلطة واسعة الصلاحيات عبر المحافظات بعيدًا عن المركزية والاقاليم التي اعتبرها فخ ومحاولة تقسيم اليمن.
الأحزاب ودورها فيما نحن فيه
كما تحدث الناشط والمحامي الشاب مصطفى منصر عن دور الأحزاب السلبي خلال الفترة الماضية وبرامجهم السياسية التي لم تكن ناجعة ودعا إلى إعادة صياغتها بما يتناسب مع مشروع سياسي ناجح، وفند كيف تقسمت قيادات الأحزاب بحسب الجغرافيا كل مجموعة مع طرف سواء في صنعاء أو عدن أو غيرها من المحافظات وفي خارج الوطن أيضا محملًا إياها مسؤولية كبيرة فيما حدث من حروب واختلال في المشهد السياسي وتطرق على سبيل المثال لحزب المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني وحزب الإصلاح والناصري وقال أن قيادات الأحزاب أقصت نفسها من العملية السلمية مفضلة المصالح الشخصية على مصالح الوطن العليا كما أقصت الشباب وحرمتهم من تبوؤ مراكز قيادية متقدمة داخل احزابهم وجهة إخرى يقوم المجتمع الدولي بالتعامل فقط مع الأطراف المسلحة مما يشجع المكونات المدنية على حمل السلاح لكي تسمع أصواتهم
الأحزاب السياسية ودور المرأة ونصيبها في العملية السياسية
هدى عون ناشطة في مجال السلام كان حديثها عن دور المرأة النمطي خلال الفترة الماضي، مطالبة بتواجد واسع وحقيقي للمرأة ولعب دور مثلها مثل الرجل بعيداً عن الشكلية، كما أبدت استياءها الشديد من تهميش المرأة خلال العقود الماضية والسنوات الأخيرة، واتهمت الأطراف السياسية أنها استخدمت المرأة استخدام خاص بمصالح سياسية لكن ليس لصالح المرأة نفسه وأنها ظلت غائبة تمامًا إلا في أماكن محدودة جدًا حتى في مفاوضات السلام التي جرت وتجري الآن.
هذا وقد تم تكريم العديد من الشخصيات السياسية من يمنيين ومصريين وسودانيين من قبل اللجنة اليمنية للسلام وتوزيع برشورات خاصة بأهداف اللجنة، وتكريم المتحدثين في الندوة لدورهم في دعم عملية السلام من خلال إيجاد الحلول والتوصيات التي خرجت بها الندوة
التوصيات التي خرجت بها الندوة التي أقامتها اللجنة اليمنية للسلام بالشراكة مع اتحاد الإعلاميين الافريقي والاسيوي يومنا هذا الأحد الموافق 2024/6/2م في القاهرة في مقر اللجنة المصرية للتضامن تحت عنوان ( مستقبل السلام في اليمن في ظل التطورات الجارية في البحر الأحمر وتأثيرها على المنطقة والعالم ).
أولاً: تأكيد الدعوة التي دعت إليها اللجنة اليمنية للسلام لتنظيم وإطلاق مؤتمر وطني جامع يضم حكماء وعقلاء اليمن الذين لم يشاركوا في الصراع وبمشاركة المرأة والشباب، الجميع يقومون بالتواصل مع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية والعمل على إيقاف الحرب بصورة نهائية وجلوس كافة الأطراف والمكونات على طاولة حوار يمنية تفضي إلى سلام عادل وشامل ومستدام.
ثانياً: اقناع الأطراف اليمنية المختلفة بضرورة العمل معاً لإقامة الدولة المدنية الاتحادية الحديثة والتي تقوم على مبادئ العدالة والتسامح والمواطنة والدستور والقانون والانتقال السلمي للسلطة في ظل نظام ديمقراطي مع حق كل منطقة في إدارة نفسها بنفسها بصورة كاملة محلياً.
ثالثاً: لابد بأن يعي الجميع بأن فوائد السلام أهم وأكبر من فوائد الحرب.
رابعاً:تأسيس خطاب اعلامي وطني يناهض الدعوة للكراهية ويتبنى نشر ثقافة الحوار والتسامح والمصالحة الوطنية.
حضر الندوة عدد كبير من الشخصيات الإعلامية والأكاديمية والسياسية رفيعة المستوى والتي تحظى باحترام الجميع.