اللواء الحليلي : “تاريخ حضرموت في مقاومة الإرهاب لا يُختزل في الساحل وحده”

Loading

الفجر اليمني – خاص

أكد اللواء الركن عبد الرحمن عبد الله الحليلي، القائد السابق للمنطقة العسكرية الأولى، في مقال مطوّل نُشر بمناسبة الذكرى السنوية لتحرير ساحل حضرموت من قبضة الإرهاب في 24 أبريل، أن النصر الذي تحقق في حضرموت هو ثمرة تضحيات مشتركة للقوات المسلحة والأمن في الساحل والوادي معًا، ولا يمكن حصره أو اختزاله في منطقة دون أخرى.

وأوضح اللواء الحليلي أن معركة تطهير حضرموت من الإرهاب لم تكن محصورة في الساحل، بل شهد وادي وصحراء حضرموت معارك شرسة ومواجهات متواصلة مع التنظيمات الإرهابية منذ العام 2012، قدمت خلالها المنطقة العسكرية الأولى والقوات الأمنية المئات من الشهداء والجرحى، مشيرًا إلى أن هذه التضحيات لا تزال مغيبة في بعض الخطابات الرسمية والاحتفالات بالمناسبات الوطنية.

وقال الحليلي في مقاله: “من الظلم أن تتجاهل القيادة العليا تضحيات رجال الجيش والأمن الذين سقطوا وهم يؤدون واجبهم الوطني في مدن الوادي وعلى امتداد حضرموت، مؤكدًا أن عددًا كبيرًا من العمليات الإرهابية استهدفت مقارًا حكومية ومواقع عسكرية في العبر، حوره، القطن، سيئون، تريم، شبام، وثمود، إلا أن القوات المسلحة تصدت لها ببسالة”.

وأشار الحليلي إلى أن المنطقة العسكرية الأولى وحدها قدمت ما يقرب من 450 شهيدًا من الضباط والأفراد، إضافة إلى مئات الجرحى، في سبيل حماية مؤسسات الدولة ومنع الجماعات الإرهابية من السيطرة على المدن والمقار الحكومية، مشيدًا بشجاعة الضباط والجنود الذين واجهوا هجمات القاعدة وداعش في نقاط ومناطق حيوية، أبرزها هجمات القطن، سيئون، شبام، ومطار سيئون.

كما تطرق اللواء الحليلي إلى معسكر “سودف” في وادي سر، الذي اعتبره المعقل الرئيسي لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، حيث تمكنت القوات من تحريره والعثور داخله على كميات ضخمة من الأسلحة والمتفجرات، بعضها يفوق ما هو متوفر في معسكرات الجيش النظامي.

وشدد القائد العسكري السابق على أن دماء أبناء القوات المسلحة في الساحل والوادي هي دماء وطنية واحدة، لا يجوز التمييز بينها أو تجاهل إحداها، مطالبًا بتوثيق تلك التضحيات والاعتراف بها رسميًا في كل مناسبة وطنية تتعلق بمكافحة الإرهاب.

واختتم اللواء الحليلي مقاله بالتأكيد على الدور المحوري لأبناء حضرموت من المواطنين والشخصيات الاجتماعية الذين وقفوا إلى جانب الجيش في مختلف مراحل المواجهة، معتبرًا أنهم كانوا السند الشعبي الذي مكّن القوات من الصمود والانتصار.

وقال: “من لا يشكر الناس لا يشكر الله. لقد نذر كثير من المواطنين أنفسهم في الميدان، وكانوا خير عون لقوات الجيش والأمن في مواجهة أعتى التنظيمات الإرهابية. هذا التاريخ لا يمكن لأحد أن ينساه، ويجب أن يُروى بصدق وموضوعية للأجيال القادمة”.