الفجر اليمني : بقلم / محمد ناصر عجلان
في زمن تتكاثر فيه التحديات وتتقلص فيه القدوات، يسطع نجم القادة الحقيقيين الذين يتركون بصماتهم في وجدان الوطن وتاريخه. من بين هؤلاء القادة البارزين يبرز اسم اللواء عبدالرحمن الحليلي، الرجل الذي لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان رمزًا للوفاء والانضباط، وصوتًا للحكمة والعقلانية في أوقات الأزمات.
سيرة ومسيرة
اللواء عبدالرحمن الحليلي من أبرز الضباط في القوات المسلحة اليمنية، وقد شغل مناصب عسكرية رفيعة، أبرزها قيادته للمنطقة العسكرية الأولى. عُرف بصلابته في الميدان وحكمته في المواقف، وكان دائمًا مثالًا للقائد الوطني الصادق، الذي التزم بالقَسم العسكري قولًا وفعلًا، ورفض الانحراف عن مبادئه الوطنية رغم تعقيدات المرحلة وصعوبة التحديات.
مواقف وطنية وتضحيات جسيمة
لم يكن الطريق الذي اختاره اللواء الحليلي سهلًا، بل كان محفوفًا بالمخاطر. فقد نجا من أكثر من أحد عشر محاولة اغتيال نفذها تنظيم القاعدة، كان أبرزها تفجير سيارة مفخخة استهدفته في منطقة الباطنة بمديرية القطن، والذي راح ضحيته عدد كبير من مرافقيه بين شهداء وجرحى، وأُصيب هو بجروح في تلك الحادثة. هذه التضحيات لم تثنه عن مواصلة أداء واجبه، بل زادته إصرارًا على مواجهة قوى التطرف والإرهاب بثبات ورباطة جأش.
كلمة خالدة وموقف تاريخي
في لحظة فارقة من تاريخ اليمن، ألقى اللواء الحليلي كلمته الشهيرة التي عبر فيها عن تمسكه بالشرعية، ورفضه للانقلاب والتمرد، وأكد فيها أن ولاءه للوطن ومؤسساته الشرعية. كانت كلمته وثيقة وطنية صادقة، وصرخة من ضمير رجل يدرك حجم الأمانة التي يحملها على عاتقه.
تكريم مستحق
في ظل التحديات الراهنة التي تمر بها اليمن، لا بد من أن نقف إجلالًا أمام نماذج وطنية مثل اللواء عبدالرحمن الحليلي. إن تكريمه واجب وطني، وتخليد تاريخه هو تخليد لقيم الشرف، والولاء، والتضحية. هو ليس فقط قائدًا نجا من محاولات الاغتيال، بل هو قائد انتصر على الخوف، ووقف سدًا منيعًا في وجه الإرهاب والفوضى.
ختامًا
سيذكر التاريخ هذا القائد الفذ الذي صمد في وجه الموت دفاعًا عن الوطن، والذي آمن أن الشهادة شرف، وأن الجراح وسام، وأن الكلمة الحق لا تُقتل مهما تكاثرت محاولات الصمت. إن عبدالرحمن الحليلي ليس مجرد اسم في صفحات التاريخ، بل هو عنوان لقائد وطني من طراز نادر.