تعز .المدينة المدهشة أنين وحنين!

الفجر اليمني: شوفي اليوسفي

التقيته ذات مساء في القاهرة ، قال لي وهو يحاول ان يبدو متماسكا .. نحن نخبة تعز حقراء وسفلة ، تعز ضاعت لاننا بعناها بثمن بخس وارتمينا في احضان الخليج ، من كان يطلق عليهم نخبة تعز عرفوا من اين يؤكل الكتف فأكلوه مع الديدان ، منهم من باع للسعودية ومنهم من باع لقطر ومنهم من باع للامارات ومنهم من باع لاجل لقمة العيش ، تساوينا في الحقارة في وقت كانت تعز تحتاج فقط ان نحبها بصدق ..
▪قلت له سأطرح امامك بعض اسماء اشخاص كان يعول عليهم انقاذ تعز ولو في الحد الادنى من الرعاية .. اريدك ان تساعدني في تصنيفهم على اقل تقدير ليطمئن قلبي ..
قال لا داع لان تذكر اسمائهم لان فلان الذي تود ان تسألني عن دوره المحوري في قضية تعز هو من قطع الطريق عشرات المرات امام اي اتفاق كان يمكن ان يفضي الى حل او حتى يخفف من وطأة الحرب في بدايتها والسبب انه باع القضية وظهر بوجهه القبيح في وقت كان يفترض ان يكون طبيب المرحلة ففضل بكل إستبسال ان يكون سمسار رخيص واما فلان الذي كنتم ترونه بعين الرضا فقد رهن نفسه للشيطان بسرعة البرق وقبض الثمن شيكات وارصدة فنجا بثروته الحرام التي جمعها فترة الحرب على حساب دماء الابرياء وظهر على شاشات التلفاز يبكي على اللبن المسكوب واما علان …… فهذا بالذات يحاول ان يظهر بثوب الزاهد وفي الحقيقة انه مثلنا بياع واكررها بياااااااع ، الشيئ الوحيد الذي لايمكن تجاوزه هو ان هناك قلة قليلة من ابناء تعز يعدون على اصابع اليد مازالوا يبحثون عن بصيص ضؤ ، اكثرهم محبة وولاء من انفق على تعز من جيبه الخاص ومازال ينفق المزيد بحثا عن بارقة امل .
▪الوزير الذي لم يصح ضميره حتى اللحظة اختصر كثير من الكلام وقال قبل ان يودعني .. دمرنا تعز بإيدينا فنحن راهنا على تحالف انحرف عن المسار وانتم راهنتم على مجموعة لصوص – هم للاسف نحن – وبالتالي خسرنا جميعا تعز ولم يبق الان امامنا سوى لملمة الفضائح والذهاب بها الى مستودعات الحكايات المخزية ..
▪غادر الوزير الغاضب الطاولة وقفزت الى رأسي حقائق غاية في السؤ ، الحقيقة المطلقة هو ان كل من تأمر على تعز هم من خرجوا من صلبها ، لم يرحموا تعز يوم كانت تتوسل الانقاذ وتستغيث الحياة .. تركوها على حافة السفح ضريرة وبلا خارطة نجاة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *