الفجر اليمني : خاص
قال الباحث مفيد الحالمي إنه “دخل إلى الماجستير ببصرٍ أحدُّ من (زرقاء اليمامة) وخرج منها كنمرٍ عربيٍ أعمش يتلمس طريقهُ في محمية حوف اليمنية بما تبقى لهُ من غرائزٍ فطرية ومخزونٍ ماضوي وخبرةٍ تراكمية” .. مستشهداً على ذلك بارتدائهِ أثناء المناقشة للنظارة الطبية لم يكُ لي بها سابق عهد، إذ لم يكُ هذا السلوك يرافقه قبل الشروع بالانغماس في معمعة الماجستير التي قال إنه دلف إليها مُبصرًا غير بصير وها هو يخرج منها بصيراً غير مُبصر.
وإذ علق قائلاً “لا بأس .. فإن قوة البصيرة مع ضُعف البصر أهون وأفضل من جلاء البصر مع غشاوة البصيرة” .. فقد إضاف “ولو لم يك الأمر كذلك .. أي ولو لم تك البصيرة أجدى من البصر لما كان (البردوني) هو أحد أبرز رجالات اليمن بل التاريخ اليمني برمته .. خذوا نصف هذا الشعب الأعمى على بَصره وأعطوني رجلاً واحدًا بوزن البردوني المُبصِر على عماه”.
كما علل الباحث والأديب المعروف مفيد الحالمي حضور اللغة الأدبية في بحثه القانوني -التي أشارت إليها لجنة المناقشة- بالصلة الوثيقة التي تربط بين العلم والأدب وبخاصة بين الأدب وعلم القانون .. مشيراً إلى إنها أشبه بصلة القربى والنسب، ويزيد.
موضحاً أن أحد الأسباب التي دعته إلى اختيار هذا البحث هو الحاجة الماسة إلى توفير مادة علمية مختصة بالتشريعات البيئية تغطيةً للنقص الفادح في هذا الصدد حيث أن التشريعات البيئية باتت مادة معتمدة في توصيفات كافة الجامعات ولكن دونما تدريس نظراً لعدم وجود مرجع علمي يمكن أن يدرس فيها .. لذا فإنه يرجو أن يكون هذا البحث هو مادة علمية للجامعات،
ومادة بحثية للباحثين،
ومرجع قضائي للقضاة،
ومرجع قانوني لموظفي الوزارات المختصة.
جاء هذا في كلمته الاستهلالية التي ألقاها في جلسة مناقشة رسالة الماجستير التي تقدم بها الباحث مفيد عبده محمد الحالمي إلى كلية القانون بجامعة الجزيرة في اليمن الموسومة بـ”القانون ودوره في حماية البيئة في دولتي اليمن وقطر (دراسة مقارنة)” التي تم مناقشتها يوم الخميس الموافق 26 جمادى الأولى 1446هـ / 28نوفمبر 2024م.
وفي حين تكونت لجنة المناقشة من:
1- البرفسور محمد عبده مغرم، أستاذ القانون العام المشارك بكلية الشريعة والقانون جامعة صنعاء – رئيساً ومناقشاً خارجياً.
2- البروفسور قائد بن قائد، مساعد أستاذ القانون العام المشارك بكلية الحقوق جامعة تعز – مشرفاً علمياً وعضواً.
2- الدكتور مقبل عبدالرحمن الطويري، أستاذ القانون العام المساعد بجامعة الجزيرة – مناقشاً داخلياً وعضواً.
فقد أشادت لجنة المناقشة والحكم بالبحث والباحث، وبالنتائج والمنهجية التي استخدمها الباحث في موضوع البحث، والطرق البحثية التي استند عليها الباحث؛ خاصة كون العنوان من المواضيع الحديثة والمهمة التي تحتاج إليها المكتبات البحثية خاصة.
وهدفت الرسالة إلى التعرف على مدى توافر الحماية القانونية اللازمة لحماية البيئة في دولتي اليمن وقطر، ومدى إسهام هاتين الدولتين في حماية البيئة على الصعيد الدولي، مع إعطاء لمحة عن تطور التشريعات البيئية الوطنية في الدولتين محل المقارنة.
وقد اعتمد الباحث “مفيد الحالمي” المنهج الوصفي التحليلي، بالإضافة إلى المنهج المقارن والمنهج التاريخي، وتميزت إجاباته في المناقشة العلنية، بالدقة والموضوعية واستطاع أن يجيب على إستفسارات اللجنة، مؤكدة إمكاناته العلمية.
وفي ختام المناقشة أقرت لجنة المناقشة والحكم منح الباحث مفيد عبده محمد الحالمي درجة الماجستير في القانون العام بتقدير امتياز مع التوصية بطباعة الرسالة ونشرها وتداولها.
يشار إلى أن الباحث مفيد الحالمي، شغل العديد من الوظائف والمناصب القيادية آخرها وكيلاً لوزارة المياه والبيئة، وعضو هيئة تحكيم مجلس الوزراء العرب لشؤون البيئة، وحصل على براءة ابتكار في تأسيس علم الأدب البيئي في العالم، ولديه العديد من المؤلفات والكتب الصادرة عن دور نشر دولية.
حضر المناقشة جمع غفير وفي مقدمة الحضور قيادة جامعة الجزيرة ممثلةً برئيس مجلس الأمناء د. عبدالرقيب صبيح، ورئيس الجامعة البروفسور نشوان المجمر، والأمين العام د. مالك الشجاع، وعميد الدراسات العليا د. محمد الهمام، والبروفسور علي بركات نائب عميد كلية الآداب بجامعة إب، ود. أحمد الجعشني، عميد شؤون الطلبة، ومدير الهيئة العامة للموارد المائية المهندس محمد الورافي، ود. إبراهيم محروس مدير مستشفى البدر الدولي، وعدد من أعضاء هيئة التدريس وعدد من طلبة الدراسات العليا، والمهتمين في مجال البحث العلمي، وزملاء وأسرة الباحث، ومجموعة من الأكاديميين، والإعلاميين، والناشطين.