الفجر اليمني: جميل هزبر
في خطوة أثارت الكثير من علامات الاستفهام، تسلّمت شركة “بلو سكاي” – المملوكة لنجل عضو مجلس القيادة –(عبدالحافظ رشاد العليمي) تشغيل قطاع S2 النفطي في العقلة بمحافظة شبوة، بعد انسحاب شركة OMV النمساوية بشكل نهائي قبل ستة أشهر، تاركة وراءها منشآت ومعدات كان يُفترض أن تنتقل ملكيتها للدولة بحسب نص القانون اليمني.
“بلو سكاي”، وهي شركة صغيرة لتسويق المشتقات النفطية بالتجزئة مقرها جمهورية الكونغو الديمقراطية، لا تمتلك أي خبرة سابقة في تشغيل الحقول النفطية، ولا تتوافر معلومات واضحة حول هيكلها الإداري أو المالي. الأمر الذي فتح الباب واسعًا للتساؤلات حول آلية منحها هذا القطاع الحساس، وسط اتهامات بصفقة فساد واضحة.
السياق ليس جديداً؛ فقبل ذلك تم إقصاء شركة “بترومسيلة” من قطاع 5 في جنة لصالح شركة غامضة تحمل اسم “جنة هنت” وتعود ملكيتها أيضاً للعليمي، في تكرار لسيناريو تقاسم الثروة بعيدًا عن المؤسسات الرسمية.
هذه التحركات تعكس واقعاً مريراً لإدارة ملف النفط في اليمن، الذي لم يخرج منذ عقود عن دائرة العبث، بدءاً من عهد نظام علي عبدالله صالح، ومروراً بنفوذ عائلة الأحمر، ووصولاً إلى تحالفات المال والنفوذ الحالية. حيث ظل هذا القطاع الاستراتيجي رهينة للصفقات المشبوهة، بعيداً عن أي رؤية وطنية أو شفافية، ما جعل من الثروة النفطية لعنة على اليمنيين بدل أن تكون رافعة لإنقاذهم من أزماتهم.